إذا رغبت في الابتعاد قليلا عن الإنترنت بالانطلاق في رحلة جوية، فإن ذلك لم يعد ممكنا. والسبب لأن تصفح الإنترنت على متن الطائرات بات متوفرا في عشرات الطائرات والرحلات الجوية داخل الولايات المتحدة، مع توقع توفر هذه الخدمة في مئات الطائرات الأخرى العائدة إلى سبع شركات في الربع الثالث من العام الحالي. وأظهرت الاستطلاعات الأولية أنه هناك ما لا يقل عن خدمتين متنافستين للإنترنت خاصتين بالطائرات تعملان حاليا بانتظام وباستمرار وتقدمان سرعة تصفح لا بأس بها.
* بدايات متعثرة
* وكانت شركة «بوينغ» أول من بادرت إلى تخطيط نظام «كونيكشين» الذي يعمل عبر شبكة «واي فاي» داخل مقصورات الطائرات في أواخر التسعينات، لكن عددا من شركات الطيران تراجعت عن قرارها قبل أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة. وقررت شركات الطيران «أميركان إير لاينز» و«دلتا» و«يونايتد» حينها، إطلاق هذه الخدمة قبل سحب التزاماتها.
ورغم أن «كونيكشين» Connexion انطلقت أخيرا في عام 2004 مع التركيز على تركيبها على الرحلات الطويلة فوق البحار والمحيطات، فإن ثقل المهمة وزمن التركيب الطويل والكلفة العالية والعائدات القليلة التي قد تجنى من ذلك، لعبت كلها دورا في عدم استمرارها، خاصة بعد الهزة الكبيرة التي شهدتها إدارة «بوينغ». وفي ديسمبر (كانون الأول) من عام 2006، ومع وجود شركة «لوفتهانزا» كشريك كبير بعد أن زودت عشرات طائراتها بهذه الخدمة، توقفت «كونيكشين» عن الخدمة نهائيا.
ورغم أن خدمة «كونيكشين» أدت مهمتها جيدا حسب جميع التقارير، فإن تكاليفها تجاوزت الحد المعقول. ثم كانت هناك مشكلة زمن تركيبها على الطائرات الذي كان يستغرق أسبوعين تقريبا قبل تقليص هذه المدة الى أيام، إضافة الى وزن المعدات الذي يقدر بنحو 800 رطل (الرطل 453 غراما تقريبا)، الذي يعتبر أمرا حساسا جدا بالنسبة الى حمولة الطائرات وحركتها الانسيابية التي تقلل من مقاومة الهواء، مع كلفتها وكلفة تركيبها التي تراوح بين نصف مليون، ومليون دولار للطائرة الواحدة، حسب تقدير الخبراء.
وفي الوقت الذي كنا نشهد فيه نهاية «كونيكشين» كانت هناك شركتان تخططان لتقديم عرض مشابه، لكن عن طريق استخدام هوائيات اصغر لتقليص مقاومة الهواء، مع استخدام معدات اخف وزنا وأقل كلفة للتخفيض من استهلاك الوقود، إضافة الى عملية تركيبها بوقت أقل بغية وضع الطائرة بالخدمة أسرع.
ومنذ سبتمبر (أيلول) الماضي تقوم العديد من شركات الطيران بتؤدة، بتركيب خدمات إنترنت من هاتين الشركتين. وفي تحليل لخبراء «بورتفوليو. كوم» نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، فان «أميركان إيرلاينز» كانت الشركة الاولى التي اختبرت الانترنت على 15 طائرة من أسطولها، أعقب ذلك التزامات واسعة لتزويد أسطول كامل من الطائرات التي ابتدأت بطائرات تشغلها «فيرجن أميركا» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم شركة «دلتا» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. أما شركتا «الاسكا» و«ساوثويست» فقد بدأتا تجارب متأخرة جدا عن موعدها، وذلك في فبراير (شباط) الماضي. وستقوم «يونايتد» بتجارب قصيرة أواخر العام الحالي. وتخطط شركات اخرى في اميركا الشمالية لاعتماد الخدمة هذه، ولكن كل منها بنهج وتوقيت مختلف قليلا عن الأخرى.
إذن ما الذي حصل لتغيير معادلة النفقات والكلفة العالية مقابل المنافع التي يمكن جنيها؟ يبدو أن شركات الطيران تستميت حاليا لاستقطاب المسافرين، مع إمكانية جني مكاسب وأرباح أكثر عن طريق فرض رسوم إضافية على المقعد الواحد، مقابل تقديم خدمة الانترنت. ثم ان الوصول الدائم للانترنت قد يكون أداة تنافسية للاستحواذ على الركاب من الشركات الأخرى، كما قد يكون أسلوبا لإقناع الأشخاص على الطيران بدلا البقاء في منازلهم، او استخدام وسيلة مواصلات أخرى مختلفة. إضافة إلى كل ذلك فان كل مسافر من رجال الأعمال اليوم يحمل معه جهازا من نوع ما يعمل على شبكة «واي فاي»، مثل هاتف «بلاك بيري»، او «آي فون»، أو كومبيوتر لابتوب، او لعبة «نينتيندو»، او غيرها من القائمة الطويلة.
* إنترنت الطائرات
* وتعتمد أساسيات الانترنت على الطائرات على هوائي يوضع على سطح الطائرة للحصول على الخدمة من الأقمار الصناعية، أو تحت الهيكل لالتقاط الخدمة من الأرض. والأجهزة الخاصة بتأمين الانترنت لا تتداخل مع أجهزة الملاحة والاتصالات الالكترونية بالطائرة لكون الأخيرة محمية ومعزولة جدا خلافا للطائرات القديمة. ومن حسن حظ جميع الذين يفضلون ان تكون رحلاتهم هادئة بعيدة عن الضجيج فان شركات الطيران الأميركية لا تسمح بالاتصالات الصوتية عبر بروتوكول الانترنت، ولا بالدردشة عبر الفيديو، او أي نوع من هذا القبيل. اما في ما يتعلق بالمحتويات فقد اختارت كل من «أميركان إيرلاينز» و«دلتا» خدمة منقاة قليلا، في حين ان شركة «فيرجين أميركا» لا توجد لديها أي رواشح لتنقية المحتويات وتنظيفها من الممنوعات بنظر البعض. وبالنسبة الى الاتصالات الهاتفية من الأجهزة المركبة على مقاعد الطائرات فقد قامت «أيرسيل» إحدى الشركات المقدمة لمثل هذه الخدمات، وخدمات الانترنت ايضا للطائرات بتشييد شبكة من المحطات الأرضية المزودة بهوائيات موجهة إلى الأعلى التي تتصل بالهوائيات المركبة في اسفل هياكل الطائرات التي تعمل ايضا كوصلة اتصال بالانترنت. وهي تنوي توسيع هذه الشبكة الى مئات من هذه المحطات التي ستقام في الولايات المتحدة، لكن الرحلات التي تمر فوق المحيطين الهادئ والأطلسي حتى ولو كانت رحلات داخل الولايات المتحدة لا تستطيع التقاط الموجات اللاسلكية، وبالتالي لا تتمكن من تأمين خدمات الاتصالات لدى تحليق الطائرة فوق المياه.
أما خدمة «رو 44» Row 44 المشابهة لخدمة « «كونيكشين» فانها تستخدم نطاق «كيو» الخاص بالاقمار الصناعية التي تدور على مدار ثابت، والتي تبث عادة رقميا البرامج التلفزيونية. والمعروف ان هذا النطاق ذو سعة كبيرة، حيث تقدر «بوينغ» أن بإمكانه تسليم نحو 20 ميغابت في الثانية لكل طائرة. وهذه الخدمة متطورة اكثر من خدمة «كونيكشين» التابعة لـ«بوينغ».
ولكون الأقمار الصناعية تدور في مدار ثابت فإنها تدور عادة فوق خط الاستواء. من هنا يصعب التقاط بثها بالنسبة الى الطائرات المحلقة في أقصى الشمال، أو الجنوب. كما ان سرعة البث تبطئ كلما جرى الابتعاد كثيرا عن خط الاستواء. لكن جون كيدون المدير التنفيذي في شركة «رو 44» يأمل مع ذلك في تأمين البث حتى ولاية ألاسكا. كما ان بعد الطائرة ايضا عن المحطات الارضية قد ينتج عنه بعض التأخير الزمني في عملية بث البيانات. ولكن لكون شركات الطيران الاميركية لا اهتمام لها في الاتصالات الصوتية عبر الانترنت والدردشة عبر الفيديو، فان هذا الامر لا يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة الى البث المباشر للبيانات والبرامج المسجلة بالفيديو.
* بدايات متعثرة
* وكانت شركة «بوينغ» أول من بادرت إلى تخطيط نظام «كونيكشين» الذي يعمل عبر شبكة «واي فاي» داخل مقصورات الطائرات في أواخر التسعينات، لكن عددا من شركات الطيران تراجعت عن قرارها قبل أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة. وقررت شركات الطيران «أميركان إير لاينز» و«دلتا» و«يونايتد» حينها، إطلاق هذه الخدمة قبل سحب التزاماتها.
ورغم أن «كونيكشين» Connexion انطلقت أخيرا في عام 2004 مع التركيز على تركيبها على الرحلات الطويلة فوق البحار والمحيطات، فإن ثقل المهمة وزمن التركيب الطويل والكلفة العالية والعائدات القليلة التي قد تجنى من ذلك، لعبت كلها دورا في عدم استمرارها، خاصة بعد الهزة الكبيرة التي شهدتها إدارة «بوينغ». وفي ديسمبر (كانون الأول) من عام 2006، ومع وجود شركة «لوفتهانزا» كشريك كبير بعد أن زودت عشرات طائراتها بهذه الخدمة، توقفت «كونيكشين» عن الخدمة نهائيا.
ورغم أن خدمة «كونيكشين» أدت مهمتها جيدا حسب جميع التقارير، فإن تكاليفها تجاوزت الحد المعقول. ثم كانت هناك مشكلة زمن تركيبها على الطائرات الذي كان يستغرق أسبوعين تقريبا قبل تقليص هذه المدة الى أيام، إضافة الى وزن المعدات الذي يقدر بنحو 800 رطل (الرطل 453 غراما تقريبا)، الذي يعتبر أمرا حساسا جدا بالنسبة الى حمولة الطائرات وحركتها الانسيابية التي تقلل من مقاومة الهواء، مع كلفتها وكلفة تركيبها التي تراوح بين نصف مليون، ومليون دولار للطائرة الواحدة، حسب تقدير الخبراء.
وفي الوقت الذي كنا نشهد فيه نهاية «كونيكشين» كانت هناك شركتان تخططان لتقديم عرض مشابه، لكن عن طريق استخدام هوائيات اصغر لتقليص مقاومة الهواء، مع استخدام معدات اخف وزنا وأقل كلفة للتخفيض من استهلاك الوقود، إضافة الى عملية تركيبها بوقت أقل بغية وضع الطائرة بالخدمة أسرع.
ومنذ سبتمبر (أيلول) الماضي تقوم العديد من شركات الطيران بتؤدة، بتركيب خدمات إنترنت من هاتين الشركتين. وفي تحليل لخبراء «بورتفوليو. كوم» نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، فان «أميركان إيرلاينز» كانت الشركة الاولى التي اختبرت الانترنت على 15 طائرة من أسطولها، أعقب ذلك التزامات واسعة لتزويد أسطول كامل من الطائرات التي ابتدأت بطائرات تشغلها «فيرجن أميركا» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم شركة «دلتا» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. أما شركتا «الاسكا» و«ساوثويست» فقد بدأتا تجارب متأخرة جدا عن موعدها، وذلك في فبراير (شباط) الماضي. وستقوم «يونايتد» بتجارب قصيرة أواخر العام الحالي. وتخطط شركات اخرى في اميركا الشمالية لاعتماد الخدمة هذه، ولكن كل منها بنهج وتوقيت مختلف قليلا عن الأخرى.
إذن ما الذي حصل لتغيير معادلة النفقات والكلفة العالية مقابل المنافع التي يمكن جنيها؟ يبدو أن شركات الطيران تستميت حاليا لاستقطاب المسافرين، مع إمكانية جني مكاسب وأرباح أكثر عن طريق فرض رسوم إضافية على المقعد الواحد، مقابل تقديم خدمة الانترنت. ثم ان الوصول الدائم للانترنت قد يكون أداة تنافسية للاستحواذ على الركاب من الشركات الأخرى، كما قد يكون أسلوبا لإقناع الأشخاص على الطيران بدلا البقاء في منازلهم، او استخدام وسيلة مواصلات أخرى مختلفة. إضافة إلى كل ذلك فان كل مسافر من رجال الأعمال اليوم يحمل معه جهازا من نوع ما يعمل على شبكة «واي فاي»، مثل هاتف «بلاك بيري»، او «آي فون»، أو كومبيوتر لابتوب، او لعبة «نينتيندو»، او غيرها من القائمة الطويلة.
* إنترنت الطائرات
* وتعتمد أساسيات الانترنت على الطائرات على هوائي يوضع على سطح الطائرة للحصول على الخدمة من الأقمار الصناعية، أو تحت الهيكل لالتقاط الخدمة من الأرض. والأجهزة الخاصة بتأمين الانترنت لا تتداخل مع أجهزة الملاحة والاتصالات الالكترونية بالطائرة لكون الأخيرة محمية ومعزولة جدا خلافا للطائرات القديمة. ومن حسن حظ جميع الذين يفضلون ان تكون رحلاتهم هادئة بعيدة عن الضجيج فان شركات الطيران الأميركية لا تسمح بالاتصالات الصوتية عبر بروتوكول الانترنت، ولا بالدردشة عبر الفيديو، او أي نوع من هذا القبيل. اما في ما يتعلق بالمحتويات فقد اختارت كل من «أميركان إيرلاينز» و«دلتا» خدمة منقاة قليلا، في حين ان شركة «فيرجين أميركا» لا توجد لديها أي رواشح لتنقية المحتويات وتنظيفها من الممنوعات بنظر البعض. وبالنسبة الى الاتصالات الهاتفية من الأجهزة المركبة على مقاعد الطائرات فقد قامت «أيرسيل» إحدى الشركات المقدمة لمثل هذه الخدمات، وخدمات الانترنت ايضا للطائرات بتشييد شبكة من المحطات الأرضية المزودة بهوائيات موجهة إلى الأعلى التي تتصل بالهوائيات المركبة في اسفل هياكل الطائرات التي تعمل ايضا كوصلة اتصال بالانترنت. وهي تنوي توسيع هذه الشبكة الى مئات من هذه المحطات التي ستقام في الولايات المتحدة، لكن الرحلات التي تمر فوق المحيطين الهادئ والأطلسي حتى ولو كانت رحلات داخل الولايات المتحدة لا تستطيع التقاط الموجات اللاسلكية، وبالتالي لا تتمكن من تأمين خدمات الاتصالات لدى تحليق الطائرة فوق المياه.
أما خدمة «رو 44» Row 44 المشابهة لخدمة « «كونيكشين» فانها تستخدم نطاق «كيو» الخاص بالاقمار الصناعية التي تدور على مدار ثابت، والتي تبث عادة رقميا البرامج التلفزيونية. والمعروف ان هذا النطاق ذو سعة كبيرة، حيث تقدر «بوينغ» أن بإمكانه تسليم نحو 20 ميغابت في الثانية لكل طائرة. وهذه الخدمة متطورة اكثر من خدمة «كونيكشين» التابعة لـ«بوينغ».
ولكون الأقمار الصناعية تدور في مدار ثابت فإنها تدور عادة فوق خط الاستواء. من هنا يصعب التقاط بثها بالنسبة الى الطائرات المحلقة في أقصى الشمال، أو الجنوب. كما ان سرعة البث تبطئ كلما جرى الابتعاد كثيرا عن خط الاستواء. لكن جون كيدون المدير التنفيذي في شركة «رو 44» يأمل مع ذلك في تأمين البث حتى ولاية ألاسكا. كما ان بعد الطائرة ايضا عن المحطات الارضية قد ينتج عنه بعض التأخير الزمني في عملية بث البيانات. ولكن لكون شركات الطيران الاميركية لا اهتمام لها في الاتصالات الصوتية عبر الانترنت والدردشة عبر الفيديو، فان هذا الامر لا يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة الى البث المباشر للبيانات والبرامج المسجلة بالفيديو.